
نتخيله رمزاً للإفطار الصحي. طازج، مليء بالفواكه، غني بالفيتامينات... لكن وراء هذا الكوب الذهبي تختبئ قنبلة سكرية يمكن أن تدمر صحتك الصباحية.
نفس كمية السكر الموجودة في المشروبات الغازية؟
نعم، لقد قرأت هذا بشكل صحيح. كوب من عصير البرتقال (200-250 مل) يحتوي على نفس كمية السكر الموجودة في عبوة كوكا-كولا — حوالي 6 إلى 7 مكعبات سكر. وهذا السكر، رغم أنه "طبيعي"، يعمل بنفس السرعة مثل السكر الأبيض على جسمك.
النتيجة: يدخل بنكرياسك في وضع الطوارئ، وينتج جرعة كبيرة من الإنسولين، وبعد بضع ساعات... نقص في سكر الدم. التعب، آلام الجوع، فقدان التركيز: "هبوط منتصف الصباح" الشهير في الحادية عشرة صباحاً ليس صدفة.
المخاطر طويلة المدى
عند استهلاكه بانتظام، يمكن لهذا السكر السريع أن يؤدي إلى:
- فرط الإنسولين: إنتاج مفرط للإنسولين
- زيادة الوزن: تخزين الدهون بسهولة
- سكري النوع الثاني: اضطراب تنظيم سكر الدم
- ارتفاع ضغط الدم: تأثير على الأوعية الدموية
- تسريع الشيخوخة: الإجهاد التأكسدي والالتهاب المزمن
وكل هذا... من أجل كوب عصير مفترض أنه "يوقظك".
بديل أسهل هضماً
بدلاً من شرب فاكهتك، كلها. حبة برتقال كاملة توفر:
- سكر أقل قابلية للامتصاص
- ألياف تبطئ الامتصاص
- شعور أفضل بالشبع
- فيتامينات محفوظة بشكل أفضل
وإذا كنت تريد حقاً مشروباً صباحياً، فكر في عصير الليمون المخفف، أو الماء المنقوع، أو الشاي الأخضر. سيشكرك كبدك.
في الخلاصة
عصير البرتقال ليس عدواً... لكنه ليس حليفك أيضاً. إنه مثال مثالي على أكثر الأخطاء الصباحية شيوعاً: الاعتقاد أن المنتج "الطبيعي" مفيد بالضرورة لصحتك.
في عيادة الأسرة، نؤكد على أهمية فهم كيف يمكن حتى للأطعمة التي تبدو صحية أن تؤثر على جسمك. نهجنا الشامل في التغذية يساعد المرضى على اتخاذ خيارات مدروسة تدعم أهدافهم الصحية حقاً.
تذكر: أفضل إفطار هو الذي يوفر طاقة مستدامة دون انهيار في السكر. اختر الأطعمة الكاملة، وأدرج البروتين والدهون الصحية، وسيشكرك جسمك طوال اليوم.
أطيب التحيات،
د. سعيد العلوي مولاي عبدالله وفريق عيادة الأسرة